باستثناء حالات قليلة فانه لم تتأكد قدرة الجرعات الكبيرة لبعض العناصر الغذائية على العلاج او الوقاية من الامراض ولا تزال هناك حاجة الى المزيد من الدراسات والبحوث قبل تأكيد هذه الاعتقادات وفيما يلي امثلة لبعض منها :
1- فيتامين ( ج) يشفي ويقي من الزكام :
كان هذا الاعتقاد محل دراسة وبحث من العديد من المتخصصين لعدة سنوات ، وقد اشارت الدراسات الى ان جرعات كبيرة من فيتامين ( ج ) من 5 الى 20 غرام يوميا ، يمكن ان تمنع الاصابة بالزكام لكن قطاعاً كبيراً من خبراء الصحة والتغذية يعارضون ذلك قائلين : انه لا يوجد برهان صادق يؤيد هذا القول بل بدلاً من ذلك فان دراسات عديدة اظهرت ان ليس لفيتامين ( ج ) كمضاد للهستامين دور ضد الاثار الصحية للزكام وتقليلها الى درجة ما ، وقد ابرز المعارضون لاستخدام فيتامين ( ج ) دور مضاداتالهستامين الكثيرة المتوفرة لهذا الغرض كونها ارخص فاعلية وقد يكون اسلم.
2- فيتامين ( ج ) يفيد في علاج امراض القلب الناتجة عن تصلب الشرايين :
اظهرت بعض البحوث ان فيتامين ( ج ) قد يكون له اثر ما على ايض الدهون وفي احدى الدراسات وجد ان هذا الفيتامين يساعد في تخفيف مستوى الكوليسترول عند بعض المجموعات ، لكن ليس عند غيرهم وبذلك نرى ان القول بدور فيتامين (ج ) في الوقاية من امراض القلب وتصلب الشرايين لم يتأكد من خلال الشواهد المحمدودة المتاحة مما يحتاج الى المزيد من البحث.
3- يمنع فيتامين هـ ( E ) حالات الضعف الجنسي عند الرجال او العقم والانتهاء غير الطبيعي للحمل :
نشأ هذا الاعتقاد نتيجة للدراسات التي اجريت على الحيوان والتي تم تصميم نتائجها خطأ على الانسان في الخمس والثلاثين سنة الاخيرة عدم صحة هذا الاستنتاج.
ويمكن التأكد من اثر فيتامين ( هـ ) على التكاثر الحيواني عند تغذية الحيوانات لفترات طويلة على غذاؤ خال من هذا الفيتامين ، ان كثرة انتشار فيتامين ( هـ ) في الغذاء الانساني يمنع حدوث اي نقص له في الجسم كما يشاهد بالنسبة للحيوانات في حالة التجربة.
4- فيتامين ( هـ ) يقي من امراض القلب :
لوحظ في الماشية والاغنام ان الحالات غير العادية لضعف عضلة القلب والشديدة منها خاصة قد ترتبط بالنقص الشديد في مقدار فيتامين ( هـ ) وعلى اية حال فان هذا الاثر على الحيوانات الاقرب شبهاً من الانسان مثل القردة لا يؤيده اي دليل علمي .
كما فشلت الدراسات المكثفة في اثبات ان الكميات الكبيرة من فيتامين ( هـ ) تقي من امراض القلب المزمنة .
5- فيتامين ( هـ ) يمنع او يبطىء الشيخوخة .
تأسست هذه النظرية على النتائج العملية التي اثبتت ان فيتامين ( هـ ) مضاد للأكسدة ويبطىء تحطيم الدهون في الخلايا الحيوانية .
لكن لا توجد اي دراسة على الانسان او الحيوان ثبت من خلالها ان الحيوانات التي اعطيت جرعات من فيتامين ( هـ ) تعيش مدة اطول.
ويقول علماء التغذية ان الغذاء الغني بالدهون غير المشبعة يكون حاوياً على كمية اكبر من فيتامين (هـ) لانه احد مكونات الزيوت النباتية لذا فليست هناك حاجة اضافية لهذا الفيتامين .
ان من اهم الاسباب التي يعارض فيها اخصائيو التغذية استخدام الجرعات الكبيرة من العناصر الغذائية هو الاثر السمي لها على الجسم وعلى سبيل المثال فان الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين D , A ذات اثار سمية ثابتة , ويدعو ذلك الى الحذر حتى عند استعمال العناصر الغذائية التي تبدو الان غير ضارة بكميات اكبر بكثير من المتطلبات الغذائية .
الثلاثاء مارس 16, 2010 11:54 am